أخبار وفعاليات

حملة إعلامية لمحاربة المحتوى الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي

لقيت تفاعلاً كبيراً من قبل النشطاء

تحت وسم «#يا_عندي_يا_عند_المنسق» أطلق النشطاء والصحفيون الفلسطينيون أمس حملة إعلامية واسعة لمحاربة المحتوى الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومقاطعة صفحات شخصيات أمنية إسرائيلية كصفحة «منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية» على السوشال ميديا، بحيث تم توجيه دعوات لإلغاء متابعة تلك الصفحات. وسجلت الحملة نجاحاً كبيراً منذ اللحظات الأولى لانطلاقها، حيث تم تسجيل أكثر من 33 ألف إزالة ضمن أعداد متابعي صفحة «المنسق» لوحدها.

وترتكز الحملة على فكرة تقليل أكبر قدر ممكن من المتابعين لصفحة “المنسق” وإقناع الجمهور والأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعمل إلغاء لمتابعة تلك الصفحة وما يشابهها من صفحات هدفها الأول والأخير استغلال الشباب الفلسطيني ومحاولة تجنيدهم، أو استخلاص معلومات منهم، إلى جانب تدعيم الرواية الإسرائيلية، وضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية، ومحاولة زعزعة الأمن من خلال بث الشائعات والأخبار غير الموثوقة.

ويطلب النشطاء من الأصدقاء لديهم في مواقع التواصل ممن يتابعون صفحات أمنية إسرائيلية بالانسحاب منها، وتخييرهم بينها وبين تلك الصفحات، لتشجيعهم على ذلك.

 

دس السٌم في العسل

المختص في الإعلام الاجتماعي، سائد حسونة أكد أن هذه الحملة تأتي بعد متابعة لما تبثه تلك الصفحات المشبوهة من أخبار مضللة ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة وإثارة الفتن والبلبلة في العديد من القضايا الداخلية، خاصة على الصعيد الأمني والتشكيك بالمقاومة الفلسطينية، وتدعيم الرواية الإسرائيلية وتمريرها بطرق خبيثة تحاول من خلالها السيطرة على عقول ومشاعر المتابعين.

وأوضح حسونة في حديث لـ”الاستقلال”، أن  الاحتلال يسعى من خلال صفحاته تلك وعبر أساليبه النفسية وغير الإنسانية إلى “دس السُم في العسل”، فهو يستغل حاجة المواطنين سواء في الضفة أو غزة والإدعاء بمساعدتهم وتقديم بعض الخدمات أو التسهيلات لهم، لكن في الحقيقة هو يسعى لأهداف خفية وراء ممارسات تلك وهو كمقابل لتلك التسهيلات تقديم بعض المعلومات التي قد يستهين بها بعض المواطنين وتوقعه في وحل العمالة مستقبلاً.

وأضاف، أن انطلاق حملة توعوية كهذه ضرورة لا بد منها؛ لوقف تلك الممارسات الاستفزازية، لكشف زيف الاحتلال وحقيقة ما يصبو إليه وتوعية الجمهور بمدى خطورته وخطورة وضع “اللايك” أو عمل متابعة أو تعليق عل ما ينشر أو حتى فتح تلك الصفحات ومشاهدتها.

ولفت حسونة إلى أن صفحة كصفحة المنسق لا يقودها شخص معين فقط، إنما يقودها فريق كامل يتبع لجهاز المخابرات التابع للاحتلال الإسرائيلي ويقومون بمتابعة كل التفاعلات التي تجري عبر تلك الصفحات التي يقدمون من خلالها محتوى يتم اختياره بعناية، يكون له ما وراءه، وتقوم بتقديمه للجمهور كطعم.

وأشاد حسونة بحالة الوعي والاستجابة الواسعة التي رسمها النشطاء والمواطنون ممن لهم حسابات على مواقع التواصل المختلفة، والتفاعل مع الحملة حيث تم تراجع حجم المتابعين لصفحة “المنسق” بعد انطلاق تلك الحملة بساعات إلى أكثر من 33 ألف متابع، مشيراً إلى أن الحملة ما زالت مستمرة وتسير في خطواتها الأولى.

 

ضرورة لا بد منها

بدوره اعتبر الإعلامي والناشط الاجتماعي إبراهيم مسلم، أن قيام حملة كهذه في هذا التوقيت كانت ضرورة لا بد منها للتقليل من أعداد المتابعين لتلك الصفحات التابعة للعدو الصهيوني حيث وصلت مؤخراً اعداد المتابعين لصفحة “المنسق” إلى أكثر من 6 آلاف متابع، وللأسف غالبيتهم من العرب والفلسطينيين، فكان واجباً علينا جميعاً أن نقوم بحملة مقاطعة ومحاربة لهذه الصفحات وتوعية الجمهور كافة بإزالة المتابعة لها نظراً لخطورتها على مجتمعنا الفلسطيني بالخصوص.

وأشار مسلم في حديثه لـ”الاستقلال”، إلى أن خطورة تلك الصفحات تكمن في المحتوى الذي تقدمه والجمهور الذي تخاطبه، حيث أن حسابات الاحتلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي  تقدم محتواها باللغة العربية ساعية إلى مخاطبة الشعوب العربية والإسلامية وكسر الحواجز معها، وتشاركهم مناسباتهم الدينية الإسلامية والمسيحية والوطنية وتقدم لهم التهاني وتسوق المسوغات لمواقف الاحتلال.

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم حساباته في مواقع التواصل لاستغلال الشباب الفلسطيني، مدعياً أنه سيقوم بمساعدتهم وتوفير العمل والرفاهية وغيرها، في محاولة لتجنيدهم أو استخلاص المعلومات منهم.

ولفت إلى أن التقليل من تأثير تلك المواقع، يكون في الأساس بالتوعية بخطورتها، والتركيز على عدم التعامل معها مطلقاً، حتى بالتعليقات التي ترد عليها فهم لا ينزعجون من التعليقات السلبية، لأنها تسهم في تحقيق الهدف الرئيس لهذه الصفحات، وهو الانتشار في أوساط الشعوب العربية، وبالذات الشعب الفلسطيني. ويجدر بالذكر أن صفحة “المنسق” تحاول التقرب من الفلسطينيين، بزعم تسهيل معاملاتهم، وفي نفس الوقت تضخ الرواية الإسرائيلية المغلوطة للأحداث الجارية.

وتسعى عبر ذلك إلى التغلغل في المجتمع الفلسطيني وضرب الجبهة الداخلية ونشر البلبلة والإشاعات، ناهيك عن إسقاط الشباب الفلسطيني والعربي في مستنقع العمالة.

  • المصدر: الاستقلال، خالد اشتيوي
زر الذهاب إلى الأعلى