أخبار وفعاليات

انتقادات فلسطينية واسعة لسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها شركة ميتا الأم لفيسبوك وانستغرام

أثار إعلان شركة “ميتا” الأم لتطبيقات فيسبوك وانستغرام وواتساب، التغيير الاستثنائي في سياساتها تجاه مكافحة وحظر المنشورات التي تدعو للعنف والكراهية، والسماح بمثل هذا المحتوى لمهاجمة روسيا ورئيسها بوتين ردود فعل ساخطة في الوسط الفلسطيني الذي تحارب “ميتا” منشوراته حول القضية وتحظر حسابات عشرات النشطاء بدعوى الترويج للعنف والكراهية.

وبحسب بيان صدر عن الشركة، فإنها ستمنح استثناءً للخطاب المعادي للغزاة الروس وستسمح باستعمال كلمات وعبارات تحريضية مثل “الموت لبوتين” و”القتل لبوتين” والهلاك لروسيا وغيرها.

وانتقد النشطاء ما وصفوها بسياسة الكيل بمكيالين، تجاه المحتوى الروسي، واستذكروا إجراءات “ميتا” بحق المحتوى الفلسطيني وحظرها لمئات الحسابات وإغلاقها لعشرات الصفحات المليونية بدعوى مكافحة ومواجهة الإرهاب.

وكانت شركة “ميتا” أعلنت إجراء تعديل على قواعدها للسماح برسائل “عنيفة” ضد الروس الذين يدعمون الحرب في أوكرانيا والجنود الروس المشاركين في الحرب، على منصتي فيسبوك وانستغرام.

وبحسب بيان أصدره مدير الاتصالات في “ميتا” سيتم السماح مؤقتًا بأشكال التعبير السياسي العنيف التي تعتبر في العادة انتهاك لقواعد المنصتين، وتشمل التعبيرات المسموح استخدامها مقولات مثل “الموت للغزاة الروس”.

 

قرارات تنفي مزاعم سابقة

وفي حديث لـ “المصدر الإخبارية” قال استشاري الإعلام الاجتماعي سائد حسونة: “لا شك أن التغير الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر فرقا صادما خصوصا شركتي ميتا وقوقل على منصتها يوتيوب واللتين تعتبرين أنهم من صانعي المعايير الحديثة للمجتمع الافتراضي، بجانب ما تمارسه وسائل الإعلام التقليدية من عنصرية عرقية وإنسانية”.

وأشار إلى أن القرارات الأخيرة لشركة “ميتا” تنفي مزاعم فيسبوك بأن ما يحدث مع المحتوى الفلسطيني من محاربة هو نتيجة خلل في الخوارزميات.

وبين أنه يبين مدى قدرتها على تقييد العنف ودعاوى القتل ضد الفلسطينيين من قبل المستوطنين الإسرائيليين.

وقال الاستشاري حسونة “بمعنى أدق يمكن تقنيا لهذه الشركات تحديد الخطاب الإعلامي من أي قضية تناسب سياسة مالكي الشركات والمنتفعين من هذه الميزات مثل الاتفاق الشهير بين فيسبوك وحكومة الاحتلال”.

ولفت إلى أن أمراً برز في الفترة الأخيرة وهو “قدرة الاستجابة السريعة لمواقع التواصل الاجتماعي مع قضية الحرب الروسية الأوكرانية على عكس ما يجري من معاداة للمحتوى الفلسطيني الذي عانى لأكثر من خمس سنوات وما يزال”.

وأضاف حسونة خلال حديثه إلى أن “بإمكان مواقع التواصل بكل سهولة أن تنصف المحتوى الفلسطيني بعيدا عن معايير المجتمع الدولية التي تتحجج بها دائما والتي كسرتها عن قصد بحجة السماح المؤقت”.

وبين أن ذلك يأتي من خلال السماح للمحتوى الفلسطيني بالانتشار بشكل طبيعي دون تقييد أو زيادة وصول، كأي محتوى ضمنته قوانين حرية الرأي والتعبير.

 

تعليقات غاضبة على منصات التواصل

وعلى منصات التواصل، ظهرت تعليقات غاضبة من فلسطينيين، انتقدت سياسة شركة “ميتا”، وكتب هشام شمالي: “فيسبوك وانستغرام ستسمحان مؤقتا بمحتوى يدعو للعنف ضد الجنود روسيا وأوكرانيا الديمو الغربية والدولية طلعت بنت ناس”.

وقالت غادة نجيب في تغريدة “الفيسبوك إلّي بيحظرني بالشهر عشان برست مكتوب من ٢٠١٤ بدعم فيه المقاومة بيغير سياسة الحظر عنده وبيسمح بخطاب الكراهية ضد روسيا”.

وأضافت، “أنا مرة اتحظرت عشان نشرت صورة شاب قام بعمليه استشهاديه ضد الجنود الصهاينة وكتبت فلسطين مصنع الرجال فيسبوك اعور زي الدجال”.

أما محمد الشريف فقد غرد قائلاً: “فيسبوك يحارب المحتوى الفلسطيني بحج واهية أنه يدعو للعنف والتحريض وهو في هذا إرضاء للاحتلال الإسرائيلي الذي هو أساس للعنف والجريمة”.

وتابع “في روسيا يسمح فيسبوك بمنشورات تحرض على قتل بوتين وتحث على المشاركة في القتال واعتبار الدفاع هناك بطولة وليس إرهاب.. معايير فيسبوك مثل صنم من عجوة”.

 

قرارات منحازة وغير مسؤولة

وفي السياق، دان مركز صدى سوشال، قرار شركة “ميتا” المالكة لمجموعة من أكبر مواقع التواصل الاجتماعي بإتاحة محتوى تحريضي وعنيف على مواقعها.

ولفت في بيان، وصل مصدر الإخبارية نسخة عنه إلى أن القرار جاء تتويجًا لسياسة منحازة وغير مسؤولة تنتهجها شركة ميتا.

وأكد صدى أنّه كان الأحرى بالشركة مراجعة قواعدها لتراعي حرية التعبير وحق الجمهور في الوصول للمعلومات، بدلًا من الانخراط في دعم طرف ضد آخر في صراع يروح ضحيته آلاف من البشر.

ودعا إلى ضرورة اعتراف الشركة بأخطائها والتراجع عن انحيازها الفاضح ودورها السياسي الذي يأتي على حساب حقوق الإنسان وحقوق المستخدمين.

وتسجل مواقع فلسطينية مختصة بين وقت وآخر انتهاكات عالية من قبل منصات التواصل الاجتماعي بحق النشطاء الفلسطينيين، ففي عام 2021 سجل  “صدى سوشال” (853) على موقع “فيسبوك، و(455) على موقع “توتير”، و(16) على موقع “يوتيوب”، و(174) على موقع “إنستغرام”، و(22) على موقع “واتساب”، و(2) على “سكايب”، (72) على “تيك توك”.

وقال إن موقع “فيسبوك” قام حظر وحذف عدد كبير من الصفحات الفلسطينية والإخبارية خلال هبة القدس، وخلال عدوان مايو على قطاع غزة، كما فرض قيود النشر وقيّد الوصول على الصحفيين والنشطاء المعروفين، في محاولة منه لإسكات الصوت الفلسطيني الفاضح للاحتلال، بدعوى انتهاك معايير فيسبوك وسياسات الموقع.

ورصد المركز “صدى سوشال” تراجع الوصول لصفحات فلسطينية كبيرة على تطبيق “الفيسبـوك” بنسبة (50%)، ويعد ذلك مؤشراً على سياسة التضييق على محتـوى الفلسطينيين ورضوخاً للاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى