لي لي: لعبة تحلم بالحياة وسط الأنقاض
في عالم الأطفال، لا شيء يفوق متعة اللعب، لكن في غزة حتى أبسط الأحلام تصطدم بالواقع الأليم. “لي لي” ليست مجرد لعبة، بل رمزٌ للبراءة التي تحاول النجاة وسط الدمار. كل طفلة تحمل “لي لي” بيديها تتمنى أن تكون مثل باقي الأطفال في العالم، تلعب بلا خوف، تركض دون قلق، لكن هنا، في غزة، قد تكون الخطوة الأولى في اللعب هي الأخيرة، لأن الطفولة هنا تسرقها القذائف قبل أن تنضج الأحلام.
العمل الفني “لي لي”، الذي أبدعه الفنان الشاب أمير علي أوحدي وعُرض في معرض “فن الطوفان”، يتجاوز كونه تركيبًا فنيًا، ليصبح شهادةً مرئية على الرعب الذي يعيشه الأطفال الفلسطينيون. ما بدأ كعمل فني عابر للحدود، وصل إلى فلسطين، حيث أصبح المبدعون هناك جزءًا من القصة، ينقلون معاناتهم إلى العالم عبر الفن. والرسالة قاسية: كل عشر دقائق يُقتل طفل فلسطيني، وكل لعبة تُلقى على الأرض هي حلم آخر ينكسر تحت القصف.
“لي لي” ليست مجرد لعبة، بل صرخة تروي معاناة جيل بأكمله. هذا العمل الفني، الذي حمله الفلسطينيون من غزة إلى العالم، يعكس كيف يتحول الحزن إلى إبداع، وكيف يمكن للفن أن يروي الحكايات التي يحاول العالم تجاهلها. ومن خلال عمليات التصوير والإنتاج، التي نفذتها شركة بيست ميديا، خرج “لي لي” من قلب فلسطين ليصبح شاهدًا على جريمة، ورسالةً بأن الطفولة، مهما حاولوا قتلها، تبقى حية في الذاكرة والإبداع.